للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن كان في أمور الدنيا: فإن منه ما هو ممنوع، ومنه ما هو جائز؛ فمن الممنوع البيع والشراء والإجارة، فلا يجوز للإنسان أن يبيع أو يشتري في المسجد، أو يستأجر أو يؤِّجر في المسجد، وكذلك إنشاد الضالة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال (إذا سمعتم من ينشد الضالة فقولوا لا ردَّها الله عليك فإن المساجد لم تبنْ لهذا) ومن الجائز: أن يتحدث الناس في أمور الدنيا بالحديث الصدق الذي ليس فيه شيء محرم "ا. هـ.

نقول: ولكن مع ضعف حديث الباب فإنه ينبغي لمن مكث في المسجد أنْ يغتنم وقته في ذكر الله - تعالى - وقراءة القرآن ومدارسة العلم، ولا يكثر من الكلام الذي لا فائدة منه؛ وذلك لقوله تعالى (وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا) فدلت الآية على أنَّ الأصل في المساجد أنها قد بُنيت لذكر الله تعالى؛ كذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ".

<<  <   >  >>