فهو حديث لا يصح عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما صح ذلك من كلام الحسن البصري- رحمه الله.
فإن قيل: ألا يقال بصحة الحديث؛ وذلك لموافقته قول الله - تعالى - (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)(التوبة /١٨)؟ ؟
قلنا: ليس من طرق تصحيح الأحاديث أن يكون معناها موافقاً لآية قرانية، فهذا ممَّا لم ينص عليه علماء الحديث، فلم يقل أحد من أهل الحديث أنَّ الحديث يُعرض على كتاب الله - تعالى - فإن وافق في معناه آية من القرآن حكم بصحته، بل لا بد من أن يكون السند متصلاً برواية العدول الضابطين، وخالياً من الشذوذ والعلة حتى يحكم بصحته، بل يقال في مثل هذا المقام: أنَّ الحديث - أي حديث " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ .... - ضعيف السند، ولكن معناه صحيح؛ وذلك لقول الله - تعالى - (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (التوبة /١٨) فإنَّ من علامات إيمان المرء ملازمته لبيوت الله - تعالى -، والله أعلم.