للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقاعدة أنه إذا لم يتميز ما سمع منه الراوي قبل اختلاطه عما سمع منه بعد اختلاطه فيجعل كله كأنه سمعه بعد الاختلاط.

ومن أمثلة ما تميز به السماعان: رواية شعبة، عن عطاء بن السائب، قال يحيى القطان: "ما حدث سفيان، وشعبة، عن عطاء بن السائب، صحيح، إلا حديثين -كان شعبة يقول: سمعتهما بأخرة- عن زاذان" (١).

وعليه فيتوقف في رواية شعبة، عن عطاء، عن زاذان، وما عداها فهو مما سمعه قبل الاختلاط، ولم أقف على تعيين هذين الحديثين، ولا وقفت على شيء مما يرويه شعبة، عن عطاء بن السائب، عن زاذان، إلا على حديث واحد (٢).

وكذلك إذا لم يعرف سماع الراوي هل هو بعد الاختلاط أو قبله فيحمل على أنه سمع منه بعد الاختلاط، ويتأكد ذلك إذا لاحت قرينة في الراوي أو مروياته، كما في سماع عَبَّاد بن العَوَّام، من سعيد بن أبي عروبة، قال أحمد عنه: "مضطرب الحديث عن سعيد بن أبي عَرُوبة" (٣)، وذكر له مرة أحاديث خطأ عن سعيد، وقال: "عند عباد عن سعيد غير حديث خطأ، فلا أدري سمعه منه بآخره أم لا" (٤).


(١) "الجرح والتعديل"٦: ٣٣٣، وانظر: "معرفة الرجال"٢: ١٩٧، و"الضعفاء الكبير"٣: ٣٩٩.
(٢) "غرائب شعبة" ص ١٤٦.
(٣) "الجرح والتعديل"٦: ٨٣.
(٤) "مسائل أبي داود" ص ٤٠٠، وانظر: "علل المروذي" ص ١٤٩.

<<  <   >  >>