للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر الثالث: استخدم الأئمة وصف الراوي بالاختلاط والتخليط على معنى اضطراب الحديث، أو تداخل بعض حديث الراوي عليه، فلا يقصدون بذلك المعنى الاصطلاحي المشهور، وقد رأيت بعض الأئمة والباحثين ربما عدوا من وصفهم الأئمة بشيء من ذلك في المختلطين، فيتنبه لذلك، وسبيله الوقوف على نصوص النقاد ما أمكن.

فمن ذلك سعيد بن أبي هلال، قال فيه ابن حجر: "صدوق، لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا، إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط" (١).

كذا قال ابن حجر، ولفظ الساجي: "صدوق، كان أحمد يقول: ما أدري أي شيء حديثه، يخلط في الأحاديث" (٢).

وظاهر جدا أن أحمد لم يقصد الاختلاط المعروف، وإنما أراد عدم إتقانه واضطرابه.

وذكر برهان الدين الحلبي في كتابه: "الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط"، ثم ابن الكيال في كتابه: "الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات" أبا جعفر عيسى بن أبي عيسى الرازي، أحد المختلف فيهم، ونقلا فيه قول ابن المديني: "ثقة، كان يخلط"، ونقل فيه ابن الكيال قول ابن المديني أيضا: "هو نحو موسى بن عبيدة، وهو يخلط" (٣).


(١) "التقريب" ص ٢٤٢.
(٢) "إكمال تهذيب الكمال"٥: ٣٦٥.
(٣) "الاغتباط" ص ٣٨٧، و"الكواكب النيرات" ص ٤٤٤.

<<  <   >  >>