للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عراك الغفاري (١)، وأبو بكر بن أبي مريم الشامي (٢)، ويحيى بن اليمان (٣)، وغيرهم.

الأمر الثاني: تجتمع هذه الصورة -وهي اختلاط الراوي- مع بعض الصور الخمس قبلها، وقد يشتهر الراوي بالاختلاط فيسهو الباحث عن ملاحظة ما عداه، فمن ذلك أن سعيد بن أبي عَرُوبة مشهور بالاختلاط، وحديثه بالكوفة من جيد حديثه، قدم إليها مرتين، وقد قيل لأحمد: روى الكوفيون عن سعيد غير شيء خلاف ما روى عنه البصريون، فقال: "هذا من حفظ سعيد، كان يحدث من حفظه" (٤).

ومعنى هذا ترجيح ما رواه البصريون الذين سمعوا منه قبل الاختلاط على ما رواه الكوفيون عنه، وذلك عند الاختلاف، لكونه يحدث بالكوفة من حفظه، وهذا شيء دقيق جدا.

ومن ذلك أيضا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، اختلط أيضا، لكن حديثه قبل الاختلاط متفاوت أيضا، فما يرويه عن شيوخه الصغار مثل عاصم بن بَهْدَلة، والأعمش، وسلمة بن كُهَيْل، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم، يغلط فيه، وما رواه عن شيوخه الكبار كالقاسم بن عبد الرحمن، ومَعْن بن عبد الرحمن، فهو من صحيح حديثه، قاله ابن معين (٥)، ونحوه لابن المديني (٦).


(١) "لسان الميزان"١: ٥٣.
(٢) "تهذيب التهذيب"١٢: ٥٨.
(٣) "المعرفة والتاريخ"١: ٧٢٢، و"تاريخ بغداد"١٤: ١٢٤، و"تهذيب التهذيب"١١: ٣٠٧.
(٤) "شرح علل الترمذي"٢: ٧٤٦.
(٥) "تاريخ الدوري عن ابن معين"٢: ٣٥١، و"الضعفاء الكبير"٢: ٣٣٧، و"تاريخ بغداد"١٠: ٢٢١.
(٦) "تاريخ بغداد"١٠: ٢٢٠.

<<  <   >  >>