للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليحيى بن معين: زعم إسحاق بن أبي إسرائيل أن شَرِيْكا أروى عن الكوفيين من سفيان، وأعرف بحديثهم، فقال: ليس يقاس بسفيان أحد، ولكن شَرِيْكا أروى منه في بعض المشايخ، الركين، والعباس بن ذَرِيح، وبعض المشايخ يعني الكوفيين -يعني أكثر كتابا-" (١).

ومثله عبارة الأوزاعي في قُرَّة بن عبد الرحمن، وروايته عن الزهري، وهو متكلم فيه كثيرا، وغير مكثر عن الزهري (٢)، قال الأوزاعي فيما رواه عنه يزيد بن السِّمْط: "ما أحد أعلم بالزهري من قُرَّة بن عبد الرحمن".

عقب عليه ابن أبي حاتم بقوله: "لم يكن الأوزاعي وقف على كتاب معمر، عن الزهري، فإنه أكثرهم رواية عنه، ولا وقف على كتاب عُقَيْل، ويونس، وإنما شاهد من قُرَّة ما كان يورده عليه فتصور صورته عنده أنه أعلمهم بالزهري، ويحتمل أنه عنى أنه كان عالمًا بأخلاق الزهري، ولم يرد أنه كان عالمًا بحديث الزهري" (٣).

والمعنى الثاني أولى بأن تحمل عليه عبارة الأوزاعي، فإن يزيد بن السِّمْط رواها عن الأوزاعي بعد أن روى عن قُرّة قوله: "لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب فيه نسب قومه" (٤)، قال ابن حجر بعد أن أورد هذا: "فيظهر من هذه القصة أن مراد الأوزاعي أنه أعلم بحال الزهري من غيره، لا فيما يرجع إلى ضبط الحديث وهذا هو اللائق، والله أعلم" (٥).


(١) "من كلام ابن معين-رواية الدقاق" ص ١٠٢، و"تاريخ بغداد"٩: ٣٨٢.
(٢) انظر: "تهذيب التهذيب"٨: ٣٧٢.
(٣) "الجرح والتعديل"١: ٢٠٥.
(٤) "الكامل"٥: ٢٠٧٦.
(٥) "تهذيب التهذيب"٨: ٣٧٤، وانظر: "ثقات ابن حبان"٧: ٣٤٢.

<<  <   >  >>