للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منصور بن سُقَيْر، وليس هذا بصاحب أبي الزبير الذي روى عنه ابن المبارك، ذاك ضعيف، فهذا ابن حبان إنما وثق هذا لأنه ظنه غيره، والحق أنه هو، ولفظة "يخطئ" لم أرها فيه" (١).

والعكس كذلك، فإذا كان الإمام يراه شخصا واحدا، وتبين للباحث أنهما اثنان، فلا يصح نقل كلام الإمام في ترجمة كل واحد منهما دون بيان رأيه.

وأدق من ذلك أن يختلف النقل في الجمع والتفريق عن الإمام الواحد، كما في المثال السابق، فقد اختلف النقل عن يحيى بن معين في الحضرمي بن لاحق الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير، وعكرمة بن عمار، والحضرمي -غير منسوب- الذي روى عنه سليمان التيمي، فجاء عنه من غير وجه أنهما واحد (٢)، وجاء عنه في رواية أنهما اثنان، وقال فيها عن الذي روى عنه سليمان التيمي حين سأله السائل: هل هو ثقة؟ قال: "ليس به بأس" (٣)، وحينئذ فلا يصح أن ينقل في الحضرمي بن لاحق أن ابن معين قال فيه ذلك، بناء على ما جاء عنه من غير وجه أنهما واحد، لأنه إنما نقل عنه هذا القول وهو يرى أنهما اثنان.

ومثل ذلك يقال في ذكر الرواة عن المترجم له، ينبغي التدقيق فيه، فقد علق أحد الباحثين على قول أحد الأئمة في الحضرمي الذي روى عنه سليمان التيمي: "لا أعلم روى عنه غير سليمان التيمي" - علق


(١) "تهذيب التهذيب"٦: ٤٦، و"المجروحين"٢: ٢٧، و"الثقات"٧: ٢٨، وفيه: "عبد الله بن المؤمل بن وهب المخزومي"، وليس فيه قوله: "ذاك ضعيف".
(٢) "تاريخ الدوري عن ابن معين"٢: ١٢١، و"موضع أوهام الجمع والتفريق"١: ٢٢٧.
(٣) "العلل ومعرفة الرجال"٣: ٢١ - ٢٢، و"الجرح والتعديل"٣: ٣٠٢.

<<  <   >  >>