للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَخْت" (١).

والجمهور على ما قاله أحمد، وأنه متروك الحديث، ونسبه بعضهم كذلك إلى الكذب ووضع الحديث (٢).

وسمع الحسين بن إدريس محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي يقول في إبراهيم بن طَهْمان: "ضعيف مضطرب الحديث"، فذكر ذلك لصالح بن محمد البغدادي المعروف بجَزَرة، فقال: "ابن عمار من أين يعرف حديث إبراهيم؟ إنما وقع إليه حديث إبراهيم في الجمعة -يعني الحديث الذي رواه ابن عمار، عن المعَافَى بن عِمْران، عن إبراهيم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة: "أول جمعة جمعت بجواثا"-، والغلط فيه من غير إبراهيم، لأن جماعة رووه عنه، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، وكذا هو في تصنيفه، وهو الصواب، وتفرد المعافَى بذكر محمد بن زياد، فعلم أن الغلط منه لا من إبراهيم" (٣).

وهكذا يمكن للناظر في كتب الجرح والتعديل أن يرى نماذج كثيرة من دفاع الرواة عن أنفسهم، ومن مناقشات أئمة الجرح والتعديل بعضهم لبعض، مما يدل بوضوح على أن إطلاق الحكم على الراوي من قبل الناقد ليس بالأمر اليسير، وأنه سيضعه موضع النقد والتمحيص.


(١) "تاريخ الدوري عن ابن معين"٢: ١٥٤، و"تاريخ بغداد"٨: ٣٦١.
(٢) "العلل ومعرفة الرجال"١: ٣٨٨، و"التاريخ الكبير"٣: ٤٢٤، و"الضعفاء الكبير"٢: ٣٥، و"المجروحين"١: ٢٩١، و"الكامل"٣: ٩٦٥، و"تاريخ بغداد"٨: ٣٥٩، و"تهذيب التهذيب"٩: ١٩٩.
(٣) "تهذيب التهذيب"١: ١٣٠، وانظر: "صحيح البخاري" حديث ٨٩٢، ٤٣٧١، و"سنن أبي داود" حديث ١٠٦٨، و"سنن النسائي الكبرى" حديث ١٦٥٥.

<<  <   >  >>