للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخُوزي، فأبى أن يحدثني عنه، فقال له عبد العزيز بن بن أبي رِزْمة: حدثه يا أبا عبد الرحمن، فقال: تأمرني أن أعود في ذنب تبت منه" (١).

وقال عمرو بن علي الفلَّاس: "سألت عبد الرحمن بن مهدي عن حديث لعبد الكريم المعلِّم، فقال: هو عن عبد الكريم، فلما قام سألته فيما بيني وبينه، قال: فأين التقوى؟ " (٢)، قال ابن أبي حاتم بعد أن رواه: "يعني أن التقوى تحجزه عن الرواية عمن ليس بثقة عنده في السر والعلانية، وكان عبد الكريم المعلِّم عنده غير قوي، فكره أن يحدث عنه".

ونلمس في قلوب النقاد حُرْقة من تسامح من يروي عن كل أحد، قال ابن الجُنَيْد: "سمعت يحيى بن معين يقول: ما أهلك الحديث أحد ما أهلكه أصحاب الإسناد -يعني الذين يجمعون المسند، أي يُغْمِضون في الأخذ من الرجال-" (٣).

وقال يعقوب الفَسَوي في غالب بن عبيد الله الجَزَري: "هو ضعيف متروك الحديث، لا يكتب حديثه، ولا يروي عنه أهل العلم، إنما يروي عنه أهل الغفلة، فأما عقلاء أهل العلم فلا يعبئون بحديثه" (٤).

والعبرة دائما في حال من كتب عن راو هي في التحديث عنه، فأما


(١) "أسئلة البرذعي لابي زرعة" ص ٥٤٤، و"الجرح والتعديل"٢: ١٤٦، و"المجروحين"١: ١٠١.
وانظر قصة أخرى لابن المبارك في "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٥٣٠ - ٥٣١.
(٢) "الجرح والتعديل"١: ٢٥٢، ٢: ٢٢، و"تهذيب الكمال"١٨: ٢٦٢.
(٣) "سؤالات ابن الجنيد" ص ٢٨٨.
(٤) "المعرفة والتاريخ"٢: ٤٣٧.
وانظر أيضًا: "أحوال الرجال" ص ٣٥٧، و"أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٧٠٦.

<<  <   >  >>