للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدثنا عنه علي بن المديني وهو ضعيف ... " (١).

وروى البخاري عن أَسِيْد بن زيد الجَمَّال حديثا واحدا قرنه فيه بغيره، وهو متروك الحديث، كذبه ابن معين، وقد قيل إن البخاري لم يعرفه كما ينبغي (٢).

وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول: ما أعلم أني حدثت عن سَلْم بن سالم إلا -أظنه- مرة، قلت: كيف كان في الحديث؟ قال: لا يكتب حديثه، كان مرجئا، وكان لا -وأومأ بيده إلى فيه، يعني لا يصدق-" (٣).

وقد روى أبو زرعة، وكذا أبو حاتم، عن جماعة من الرواة الضعفاء (٤).

وفوق ذلك كله أنه قد نقل عن جماعة ممن وصفوا بانتقاء شيوخهم التسامح في الرواية عمن لم يشتد ضعفه من الرواة، وأنه لا بأس بالرواية عمن هو كثير الخطأ، إذا لم يكن هو الغالب عليه، وخاصة في أحاديث الرقاق (٥).

وكأنه لهذه الأسباب مجتمعة قال الترمذي وهو يذكر رواية بعض


(١) "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٣٢٣.
(٢) "صحيح البخاري" حديث ٦٥٤١، و"تاريخ الدوري عن ابن معين"٢: ٣٩، و"سؤالات ابن الجنيد لابن معين" ص ٢٩٢، و"تهذيب التهذيب"١: ٣٤٤، و"فتح الباري"١١: ٤٠٦.
(٣) "الجرح والتعديل"٤: ٢٦٧.
(٤) "أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة" ص ١٥٨ - ١٦١.
(٥) ينظر ما كتبه ابن رجب حول مذاهب العلماء في هذا الموضوع في "شرح علل الترمذي"١: ٣٧١ - ٤٠٢.

<<  <   >  >>