للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقول أبي حفص الأَبَّار، في إبراهيم قُعَيْس المدني: "أول ما طلبت الحديث رأيت أهل العلم ينكرون حديثه، وكذلك حماد بن يحيى الأَبَحّ، كنت أرى لهؤلاء من أهل الحديث (كذا) يتقون حديثهما، ويستخفون بحديثهما، وكذلك رأيتهم يستثقلون أبا يحيى الحِمَّاني، ويتحفظون من حديثه" (١).

وكذا استخدم أحمد لفظ (الاستخفاف)، قال عبد الله بن أحمد: "سألت أبي عن أيوب أبي العلاء، فقال: ليس به بأس، وكان يزيد بن هارون لا يَسْتَخِفُّه، أظنه قال: كان لا يحفظ الإسناد" (٢).

واستخدم أحمد أيضا لفظ (الاستمراء)، فقال في عمر بن عامر: "كان يحيى بن سعيد لا يستمريه" (٣).

وقال أبو حاتم في عمر بن هارون البلخي: "ضعيف الحديث، نَخَسَه ابن المبارك نَخْسَة، فقال: إن عمر بن هارون يروي عن جعفر بن محمد، وقد قدمت قبل قدومه، وكان قد توفي جعفر بن محمد" (٤).

وقال أبو حاتم أيضا: "سئل يحيى بن معين، عن سعيد بن عبد الجبار الحمصي، فَضَجَّع فيه"، يعني وَهَّنه وضعفه (٥).


(١) "المعرفة والتاريخ"٣: ٨٢، ومعنى الاستخفاف هنا: التقليل من شأن حديثهما، وأنه لا يعتمد عليه.
(٢) "العلل ومعرفة الرجال"٢: ٣٥، وانظر أيضا: ٢: ٣٨، والمراد بكونه لا يستخفه أي لا يراه خفيفا على النفس لكثرة خطئه.
(٣) "العلل ومعرفة الرجال"٢: ٥٠.
(٤) "الجرح والتعديل"٦: ١٤١، و"تهذيب الكمال"٢١: ٥٢٦، و"سير أعلام النبلاء"٩: ٢٧٠، وتصحفت العبارة فيه إلى: "بخسه بخسة".
(٥) "الجرح والتعديل"٤: ٤٤.

<<  <   >  >>