للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نحوها، ويحدث عنه إسرائيل عشرين، ثلاثين، وكان إسرائيل صاحب كتاب، والثوري يحفظ" (١).

وروى ابن أبي حاتم، عن عبد الله بن أحمد كلمة ابن مهدي، وفسرها بقوله: "يعني أنه يتلقف العلم تلقفا" (٢).

فكلمة ابن مهدي هذه إذن ثناء على إسرائيل، لا جرح له كما فسرها عثمان بن أبي شيبة (٣).

ويشبه هذا وصف الراوي بأنه شيطان، قد يكون مدحا له، كما تقدم في (المبحث الأول) من (الفصل الأول) في الكلام على المذاكرة، في وصف سفيان الثوري ليحيى القطان، وكذا فعل شعبة مع أَوْس ابن ضَمْعَج، قال: "والله ما أُراه كان إلا شيطانا -يعني لجودة حديثه-" (٤).

وذكر الميموني قال: "تذاكرنا يوما شيئا اختلفوا فيه، فقال رجل: ابن أبي شيبة يقول: عن عفان، قال أبو عبد الله، دع ابن أبي شيبة في ذا، انظر إيشْ يقول غيره -يريد أبو عبد الله: كثرة خطئه-" (٥).

وروى الخطيب هذا النص بإسناده ثم علق عليه بقوله: "أرى أن أبا عبد الله لم يرد ما ذكره الميموني من أن أبا بكر كثير الخطأ، وأظن حديث عفان الذي ذكر له عن أبي بكر قد كان عنده، فأراد غيره ليعتبر


(١) "العلل ومعرفة الرجال"٣: ٣٦٦.
(٢) "الجرح والتعديل"٢: ٣٣٠.
(٣) انظر: تعليق الشيخ عبد الرحمن المعلمي على "الجرح والتعديل"٢: ٣٣٠.
(٤) "الجامع لأخلاق الراوي"٢: ١٠١.
(٥) "علل المروذي" ص ٢٣٩.

<<  <   >  >>