للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد روى عن غير أبي يحيى فلم يجئ بمناكير-، وقال علي بن المديني: قيل ليحيى بن سعيد: إن إسرائيل روى عن أبي يحيى القَتَّات ثلاثمئة، وعن إبراهيم بن مُهَاجر ثلاثمئة، فقال: لم يؤت منه، أتي منهما جميعا -يعني من أبي يحيى، ومن إبراهيم-، فقد لاح لك أن القطان ليس في كلامه هذا ما يُوْهِن إسرائيل، بخلاف ما ساقه المِزِّي" (١).

وما أشار إليه ابن حجر هو ما فهمه أحد الباحثين، إذ فهم من


(١) "تهذيب التهذيب"١٢: ٢٧٨، وخبر يحيى القطان أخرجه ابن عدي في "الكامل"١: ٤١٢، عن عبد الله بن محمد البغدي، عن صالح بن أحمد، عن ابن المديني، وساقه الذهبي في "سير أعلام النبلاء"٧: ٣٥٩، و"تذكرة الحفاظ"١: ١٤، وأوله عندهما: "قال يحيى بن سعيد: إسرائيل فوق أبي بكر بن عياش، وقيل ليحيى: إن إسرائيل روى ... "، وعند الذهبي: "فقيل ليحيى ... "
وقد ذكره ابن حجر في "هدي الساري" ص ٤٠٩ - دون الزيادة - من "تاريخ ابن أبي خيثمة"، عن يحيى بن معين، فيحتمل أن يكون قد توارد عليه الإمامان: يحيى القطان، ويحيى بن معين، والاحتمال الأظهر أن النص لابن معين، فقد أخرج ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"٢: ٣٣٠، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"١: ١٣١، عن محمد بن عيسى، كلاهما -ابن أبي حاتم، ومحمد بن عيسى -عن صالح بن أحمد، عن ابن المديني قال: "سمعت يحيى بن سعيد يقول: إسرائيل فوق أبي بكر بن عياش"، لم يزد على ذلك، وكذا أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"٧: ٢٢، من طريق حنبل بن إسحاق، عن ابن المديني، فالظاهر أن قوله في رواية البغوي، عن صالح بن أحمد: "وقيل ليحيى ... "، إضافة من البغوي، أو من ابن عدي، والمقصود به يحيى بن معين، ويؤيد ذلك أن يحيى القطان كان يحمل على إسرائيل بن يونس، وذكر أحمد كما في "سؤالات أبي داود" ص ٣١١، أنه يحمل عليه في حال أبي يحيى القتات، قال: "روى عنه مناكير"، وعليه فيكون هذا من باب نسبة القول إلى غير صاحبه، وسببه تداخل النصوص، وقد تقدم بحث هذا في المبحث الأول من هذا الفصل، وبكل حال فكونه عن القطان، أو عن ابن معين لا يؤثر شيئا على التمثيل به هنا، والله أعلم.

<<  <   >  >>