للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النص الثاني أنه توهين لإسرائيل، فعلق عليه بقوله: "يعني أن النكارة جاءت من جهة الرجلين معا، فأبو يحيى لضعفه خَلَّط فيها، ثم زادها إسرائيل تخليطا، لأنه لم يتقن حفظها"، كذا قال.

ويمكن أن يعتذر عن المِزِّي بأن ذكره للنص في ترجمة أبي يحيى القَتَّات يفهم منه المراد، وأن الحمل في المناكير على أبي يحيى، ويتأكد ذلك بأنه لم يذكرها في ترجمة إسرائيل (١)، ومع ذلك فاختصار المِزِّي لنص أحمد أذهب معرفة طريقة أحمد في الدفاع عن إسرائيل، وكيفية جعله العهدة على أبي يحيى في النكارة، كما أن العبارة التي نسبها للقطان: "أتي منهما جميعا" لا تفهم من النص المختصر.

ونقل الذهبي عن أحمد قوله في عمر بن سعيد الدمشقي: "أخرج إلينا كتاب سعيد بن بَشِير، فإذا أحاديث سعيد بن أبي عَرُوْبة" (٢).

وتعقبه ابن حجر بأنه اختصر كلام أحمد فتغير معناه، قال: "وقد تحرفت عبارة أحمد بن حنبل على المؤلف من الاختصار، وذلك أنه قال: كتبت عنه، وتركت حديثه، وقال: إني ذهبت إليه أنا وأبو خَيْثَمة، فأخرج إلينا كتاب سعيد بن بَشِير، فقال: هذه أحاديث سعيد بن أبي عَرُوْبة، فتأمله، فبين العبارتين فرق، والذي أوردناه هكذا ساقه العقيلي، وابن عدي، وابن حبان" (٣).

وقد نقد ابن حجر الذهبي في مواضع بسبب الاختصار المخل.


(١) "تهذيب الكمال"٢: ٥١٥ - ٥٢٤.
(٢) "الميزان"٣: ١٩٩.
(٣) "لسان الميزان"٤: ٣٠٨، و"العلل ومعرفة الرجال"٣: ٢١٠، و"التاريخ الكبير"٦: ١٦٠، و"الجرح والتعديل"٦: ١١١، و"الضعفاء الكبير"٣: ١٦٧، و"المجروحين"٢: ٨٩، و"الكامل"٥: ١٧١٢.

<<  <   >  >>