للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن رواية ابن عدي هذه وقع فيها تحريف، ثم إن التثبيج في اللغة ليس بمعنى الوضع والكذب، بل معناه -كما تقدم- أنه لا يأتي بالحديث على وجهه (١)، فكأن مراد معمر أنه لا يضبط الإسناد والمتن، ومعمر قد روى عن ابن شَرْوَس، لكن لم يكثر عنه للسبب الذي أشار إليه، وقد ذكره ابن حبان، وابن شاهين في "الثقات"، ووصفه الأخير بأنه ثقة (٢).

ونقل عبد الغني المقدسي في كتابه "الكمال" عن أبي حاتم قوله في بَشِير بن نَهِيْك: "تركه يحيى القطان"، فتعقبه المِزِّي فقال: "وهم فاحش نشأ عن تصحيف، إنما قال أبو حاتم: روى عنه النَّضْر بن أنس، وأبو مِجْلَز، وبركة، ويحيى بن سعيد" (٣).

ونقل المِزّي عن أبي زرعة الرازي قوله في عمر بن عطاء بن وَرَاز: "ثقة لَيِّن" (٤).

والنص عند ابن أبي حاتم هكذا: "مكي لَيِّن" (٥)، وهذا هو اللائق بحاله، عند أبي زرعة وغيره، فقد قال فيه أبو زرعة في رواية أخرى: "ضعيف الحديث" (٦).

وما ذكره المِزِّي الظاهر أنه في بعض نسخ "الجرح والتعديل"، فقد ذكر محققه أن النص في نسخة هكذا: "مكي، ثقة، لَيِّن"، فكأنها ملفقة من نسختين.


(١) انظر: ما تقدم في المبحث الأول من الفصل الثاني.
(٢) "ثقات ابن حبان"٦: ٣١، و"تاريخ أسماء الثقات" ص ٥١.
(٣) "تهذيب الكمال"٤: ١٨٢، و"الجرح والتعديل"٢: ٣٧٩.
(٤) "تهذيب الكمال"٢١: ٤٦٤.
(٥) "الجرح والتعديل"٦: ١٢٦.
(٦) "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٤١٧، و"تهذيب التهذيب"٧: ٤٨٤.

<<  <   >  >>