للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثله صنيع ابن حبان في ترجمة (علي بن موسى الرضا) (١).

وكأن يذكر الناقد في ترجمته أحاديث ليست له، وإنما هي لآخر يوافق اسمه، اشتبها عليه، كما في صنيع ابن حبان في ترجمة (عَبَّاد بن راشد) (٢)، وصنيع ابن عدي في ترجمة (عثمان بن عبد الرحمن الجمحي البصري) (٣).

وكذلك إذا ظهر من كلام الناقد أنه تناقض في حكمه على الراوي، كما يقع من ابن حبان كثيرا، حيث يذكر الراوي في "الثقات"، ويذكره في "المجروحين" بعبارة شديدة، مثل ذكره لعَوْبَد بن أبي عِمْران الجَوْني في "ثقاته" (٤)، وذكره له في "المجروحين"، وقال فيه: "كان ممن ينفرد عن أبيه بما ليس من حديثه توهما على قلة روايته، فبطل الاحتجاج بخبره" (٥).

ولهذا قال ابن حجر: "ذكره ابن حبان في "الثقات" بقلة توفيق" (٦).

والصورة الأخيرة هذه -أعني قلة الخبرة بالراوي- يفزع إليها كثيرا حين يتفرد الناقد عن الجمهور في حكمه على راو، ولم يظهر لذلك سبب بين، فتلقى عهدة ذلك على أن الناقد لم يحكم نظره في هذا الراوي كما ينبغي، ولذلك أمثلة كثيرة جدا، وربما كان في كلام


(١) "المجروحين"٢: ١٠٦، و"الميزان"٣: ١٥٨، و"تهذيب التهذيب"٧: ٣٨٨.
(٢) "المجروحين"٢: ١٦٣، و"تهذيب التهذيب"٥: ٩٣، ١٠١.
(٣) "الكامل"٥: ١٨٠٩، و"الميزان"٣: ٤٤، ٤٧.
(٤) "الثقات"٨: ٥٢٦.
(٥) "المجروحين"٢: ١٩١.
(٦) "لسان الميزان"٤: ٣٨٧.

<<  <   >  >>