للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالمحْرِم، وكان واهي الحديث، وهذا عندي حديث باطل" (١).

ومن أمثلة الخلط بين الرواة بسبب التصحيف أن أحد الباحثين خرّج حديثا من "سنن البيهقي" من طريق الحسين بن محمد بن زياد القَبَّاني، عن عبد الله بن سعيد، عن معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي، عن أبيه ... (٢)، فعرف عبد الله بن سعيد بأنه أبو سعيد الأشج الكوفي، فهو يروي عن معاذ بن هشام (٣)، ثم تبين أن الاسم وقع فيه تصحيف، والصواب: عبيد الله بن سعيد، وهو أبو قدامة اليشكري السرخسي (٤).

ومر أحد الباحثين في كتاب حققه في "علل الأحاديث" بهذا الإسناد: "حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا محمد بن فضل، عن فرات بن أحنف، عن عقبة بن حُرَيْث ... فعرف محمد بن فضل بقوله: "محمد بن الفضل السَّدُوسي، أبو الفضل البصري، لقبه عارم ... "، وهذا التعريف مخطئ، وإنما هو محمد بن فضيل بن غَزْوان، وقع تصحيف في اسمه، وقد ترجم الباحث لفرات بن أحنف بقوله: "فرات بن أحنف بن أبي بحر الهلالي ... ، وعنه عبد الواحد بن زياد، ومحمد بن فضيل".

وأخرج أحد الأئمة حديثا من طريق شَرِيْك، عن ابن إسحاق، عن


(١) "علل الحديث"١: ٢٧٨.
وانظر مثالا آخر في "تحفة الأشراف"٨: ١٥١ حديث ١٠٧٣١.
(٢) "سنن البيهقي"١: ٣٩٢، وقد تصحف فيه الحسين بن محمد بن زياد، إلى الحسن بن محمد بن زياد، وهو حافظ معروف، ترجمته في: "الأنساب"١٠: ٤٣، و"تهذيب التهذيب"٢: ٣٦٨.
(٣) "تهذيب الكمال"١٥: ٢٨.
(٤) انظر: ما يأتي في المبحث الثالث (الوسائل المساعدة على تمييز الرواة)، (الطرق الأخرى للحديث).

<<  <   >  >>