للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البخاري، في موضعين عن محمد بن يوسف وأطلق، وهو البِيْكَندي، أمكن تمييزه عن الفِرْيابي عن طريق شيوخه، وفي موضعين آخرين بقي الأمر مشتبها، ولم يأت مفسرا بالبِيْكَندي إلا في موضع واحد، اختلفت فيه الروايات عن البخاري، ففي بعضها: "حدثنا محمد بن يوسف -هو البِيْكَندي-"، وفي بعضها: "حدثنا محمد بن سلام"، وفي أكثرها: "حدثنا محمد" غير منسوب (١)، فلم يمكن الاستفادة من الضابط الذي ذكره ابن حجر في "الصحيح" على أقل الأحوال.

وذكر أحد الباحثين ضابطا في رواية أحمد عن سفيان فقال: "إذا قال: عن سفيان، عن الزهري، فالمراد سفيان بن عُيَيْنة، لا سفيان بن وكيع، لأن من عادته -رحمه الله- أنه إذا روى عن سفيان بن وكيع نسبه إلى أبيه".

كذا قال الباحث، والظاهر أنه ذهب إلى أن القائل في "المسند": حدثنا سفيان بن وكيع هو أحمد، يشير إليه قوله: "لأن من عادته"، لكن الأمر ليس كذلك، فالقائل عبد الله بن أحمد، فهو من الزوائد (٢)، ومثله في "فضائل الصحابة" (٣)، وإنما روى أحمد في "المسند" عن سفيان بن وكيع كلمة لوالده وكيع بن الجراح، في عبد الرزاق، وأنه يشبه رجال أهل العراق (٤)، ثم إن سفيان بن وكيع لم يلحق الزهري أصلا، فلو سُلِّم ما قاله الباحث لم نحتج إلى ضابط.


(١) "صحيح البخاري" حديث ٧٧، ٢٣٨٥، ٣٢٣٥، ٣٦١٥، ٦٧٨٤، و"فتح الباري"١: ١٧٢، ٥: ٥٣، ٦: ٣١٦، ٦٢٣، ١١: ٨٤.
(٢) "مسند أحمد"١: ٧٥، ١٢٩، ١٣٢، ١٣٥، ١٤٠، ١٦٠.
(٣) "فضائل الصحابة"١: ٥٤٣، ٢: ٦٨١، ٧١٣، ٩٣٠، ٩٣٢، ٩٦٥.
(٤) "المسند"٣: ٢٩٧.

<<  <   >  >>