للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضَيْر، أخرج إلي كتب أبيك التي أخرجت هذه الأحاديث منها، قال: فاصْفارَّ لونه، وبَقِي، وقال: الكتب ببيت المقدس، فقلت: لا ضَيْر، أنا أكتري فيجاء بها إليّ، فَأَوَجِّه إلى بيت المقدس، وأَكْتُب إلى من كتبك معه حتى يوجهها، فَبَقِي ولم يكن له جواب ... " (١).

وقال ابن حبان بعد أن ساق عددا من الأحاديث الموضوعة والمقلوبة في ترجمة أحمد بن محمد بن مصعب أبي بشر المَرْوَزي: "حدثنا أبو بشر بهذه الأحاديث من كتب له عملت أخيرا مصنفة، إذا تأملها الإنسان توهَّم أنها عُتُق، فتأملت يوما من الأيام جزءا منها نابي الأطراف، أصفر الجسم، فمحوته بأصبعي فخرج من تحته أبيض، فعملت أنه دَخَّنها، والخط خطه ... " (٢).

ومن دقائق هذا الباب -النظر في أصول الرواة وكتبهم- أنها عندهم على قسمين، أحدهما: أصول الراوي القديمة التي سمع بواسطتها من شيخه أثناء الطلب، وربما أطلقوا عليها: الأصول العتيقة، والثاني: ما ينقله الراوي من هذه الأصول إلى كتب له، إما لأجل أن يروي منها محتفظا بالأصل العتيق، أو لكونه تصدى للتأليف، فينقل من أصوله إلى مؤلفاته.

والاعتماد في ضبط الحديث على الأصول القديمة، وذلك حين


(١) "اسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٣٩٠.
(٢) "المجروحين"١: ١٦١.
وانظر نصوصا أخرى في تتبع الأئمة لأصول الرواة كتبهم: "علل المروذي" ص ١٢٧، و"معرفة الرجال"١: ٦١ فقرة ٩٠، ٦٤ فقرة ١١٧ - ١١٨، و"أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٤٧٥، ٧٣٢ - ٧٣٥، ٧٤٦، و"المجروحين"١: ٧٢، ٧٧، ١٦٣ - ١٦٥، "وتاريخ بغداد"٢: ٢٢٠، ٧: ٢٥٩.

<<  <   >  >>