للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتوليه أصولك، فإنه يوثق به، فقال: مقبول منك، وبلغني أن وراقه كان قد أدخلوه بيتا يتسمع علينا الحديث، فما فعل شيئا مما قاله، فبطل الشيخ، وكان يحدث بتلك الأحاديث التي أدخلت بين حديثه، وقد سرق من حديث المحدثين" (١).

ومن طريف ما يذكر هنا ما رواه الخطيب من طريق أبي بكر بن شاذان قال: "سمعت أبا بكر عبد الله بن سليمان (ولد أبي داود صاحب "السنن") يقول -وكان ربما غلّطه أبو محمد بن صاعد، فيخرج أبو بكر أصله فيطرحه إلى الحاضرين ويقول والأبيات له-:

على الكذاب لعنة من تعالى ... وخزي دائم أبدا يزيد

فإن قال المزور: ما كذبنا ... فهات الأصل رمّا لا جديد

ففيه إن أتيت به بيان ... وإلا أنت كذاب عنيد

وقلت لصاحبي: اهجره مليا ... فعن رسم ابن حنبل لا محيد

إذا ما كان سلكك حنبليا ... فبورك نظم سلكك يا سعيد" (٢)

ومن قوله أيضا:

إذا تشاجر أهل العلم في خبر ... فليطلب البعض من بعض أصولهم

إخراجك الأصل فعل الصادقين فإن ... لم تخرج الأصل لم تسلك سبيلهم

فاصدع بحق ولا تأبى نصيحتهم ... واخرج أصولك إن الفرع متهم (٣)


(١) "الجرح والتعديل"٤: ٢٣٢، وانظر: "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٤٠٤، ٤١٤، و"المجروحين"١: ٧٧، ٣٥١، و"الكامل"٣: ١٢٥٤.
وانظر نصوصا أخرى في هذا الباب: "الجرح والتعديل"$: ٢٣١ - ٢٣٢، و"اسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٤٠٤ - ٤٠٦، ٧١٣، و"تاريخ بغداد"٢: ٢١٨ - ٢١٩، ٥: ٤٦٧، ٧: ٢٦٠ - ٢٦١، و"الجامع لأخلاق الراوي"٢: ٣٨ - ٤٠.
(٢) "الجامع لأخلاق الراوي"٢: ٣٩.
(٣) "الجامع لأخلاق الراوي"٢: ٣٩، و"تاريخ بغداد"٩: ٤٦٦.

<<  <   >  >>