للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبضد ذلك إذا جازف في الرواية، وادعى السماع من أناس لا يحتمله سنهم، أو حكى حكايات يبعد وقوعها، أو نسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يترفع عن مثله آحاد الناس، أو روى ما فيه مبالغة في الثواب والعقاب، أو روى أحاديث مشهورة عن إمام، ثم قلبها عن إمام آخر، أو لزم إسنادا واحدا كلما عنَّ له شيء رواه بهذا الإسناد، ونحو ذلك، فإن هذا يستدل به العلماء على كذب الراوي أو شدة غفلته.

قيل لشعبة: من أين تعلم أن الشيخ يكذب؟ قال: "إذا روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تأكلوا القرعة حتى تذبحوها"- علمت أنه يكذب" (١).

وحدث عبد الله بن زياد بن سَمْعان، عن مجاهد، وعنده ابن إسحاق، فقال ابن إسحاق: "تالله ما رأيت كاليوم قط، أنا أكبر منك، ما سمعت من مجاهد ولا رأيته" (٢).

وروى عبد الله بن أحمد قال: "حدثني أبي، عن أبي بكر بن عَيَّاش، قال: قلت للأحوص بن حكيم في حديث، قلت له: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أوليس الحديث كله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " (٣).

وقال عبد الرزاق: "سالت وكيعا عن يحيى بن العلاء: ما تقول فيه؟ قال: ما رأيت فصاحته؟ قلت: على ذلك ما تنكرون منه؟ قال: يكفي أنه روى عشرين حديثا في خلع النعل على


(١) "المحدث الفاصل" ص ٣١٦، و"الجمع لأخلاق الراوي"٢: ٢٥٧.
(٢) "العلل ومعرفة الرجال"١: ٣٥٢، و"سؤالات أبي داود" ص ٣٦٣، و"علل المروذي" ص ٨٤، و"تاريخ الدوري عن ابن معين"٢: ٣٠٨، و"أسئلة الرذعي لأبي زرعة" ص ٤١٢، و"الجرح والتعديل"٥: ٦٠، و"الكامل"٤: ١٤٤٤، ١٤٤٥، و"تاريخ بغداد"٩: ٤٥٥.
(٣) "العلل ومعرفة الرجال"٣: ١٥٣.

<<  <   >  >>