للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نطقوا لا يَصْدقون، وإذا صدقوا لا يثبتون، وإذا ثبتوا لا يخلصون؟ صدق الله، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمي القلوب.

* * *

يا أيها الناس: أتدرون ماذا حل بالمغاربة؟ أصيخوا إليّ بأسماعكم، وأمسكوا بقلوبكم، واحبسوا أنفاسكم، وأعدّوا مآقيكم، فستبكون كثيراً وستحزنون طويلاً: أمة مسلمة من البربر تبلغ السبعة الملايين (تصوروا ضخامة هذا العدد: سبعة ملايين. ضعف سكان سوريا!) أصدر سلطان المغرب (المسلم) أمراً منه تنازل فيه عن حقه في الإشراف على أمورها الدينية إلى الفرنجة المستعمرين!

أتدرون ماذا صنعوا بعد ذلك؟ قام النصارى في الرباط عاصمة المغرب بصلاة الشكر في أعظم كنائسهم، ثم أخرجوا من هذه القبائل قُرّاءَها وحَمَلةَ القرآن فيها فأجلوهم عن البلاد، وحظروا على المسلمين قراءة القرآن والصلاة وكل أعمال الإسلام، وأغلقوا المساجد، وهددوا كل من يتكلم بالعربية أمام العموم بصارم العقاب، وأجبروا الوِلْدان الصغار على الذهاب إلى كنائسهم وأداء طقوسهم، وصاروا يشيدون الكنائس في كل جهة من مال الأوقاف الإسلامية ... الأوقاف الإسلامية، هل فهمتم؟! (١)


(١) هذه هي حادثة «الظهير البربري» المشهورة. و «الظَّهير» هو القرار أو المرسوم بلغة المغاربة. وقد صدر «الظهير البربري» في السادس عشر من أيار (مايو) ١٩٣٠ بتوقيع السلطان محمد الخامس، ونَصَّ على وضع مناطق البربر تحت سلطة الإدارة الاستعمارية الفرنسية، وعلى =

<<  <   >  >>