سهماً إلاّ رددناه عليهم فجعلناه في نحورهم، ولا ندّخر طاقة في نشر محاسن الإسلام وكشف مفاخر التاريخ ونبش كنوز الأدب، حتى يروا بأعينهم أن التراث العربي (أو بالكلمة الأخرى: التراث الإسلامي) قيّم وجليل، ثم ليرضوا أو ليغضبوا:
إذا رَضِيَتْ عنّي كِرامُ عشيرتي ... فلا زال غَضْبَاناً عليّ لئامُها
ونحن ظافرون بعون الله مؤيَّدون بقوته، لأننا ندافع عن دينه، ولأنه ليس في هؤلاء مَن يصمد لمقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل. وما نريد منهم إلا أن يعترفوا بكفرهم وارتدادهم (ونعوذ بالله) أو يكونوا مسلمين حقاً، لا مسلمين جغرافيين (كما يقول سيد المجاهدين الأمير شكيب). وكيف يكون مسلماً من يجهل من الإسلام كل ما جاوز اسمه، ويستحيي أن يقيم شعائره وأن ينتصر له إذا نال منه الجاهلون؟
وقد قلنا لهم: هما ثِنْتان أيها القوم، ولو اجتمع الإنس والجن ما أتوا لهما بثالثة: إما أن تكونوا مسلمين في سرّكم وجهركم وجِدّكم وهَزْلكم وبيوتكم ومجامعكم، وإما أن تخرجوا من الإسلام وتخلعوا ربقته من أعناقكم وتنفضوا منه أياديكم ... وإذن يجد الإسلام عِوَضاً منكم ولا تجدون منه عِوَضاً، لأن ديناً تعهّد الله بحفظه وأهلُه ثلاثمئة مليون (١) لا يضيره أن يصبحوا ثلاثمئة مليون إلا مئة!
(١) كانوا كذلك يوم نشر جدي هذه المقالة، وهم اليوم خمسة أضعاف ذلك أو يزيدون (مجاهد).