انتهى الاحتجاج وانتهى ضرب الطبول، ونمنا مرة ثانية لنستريح من آلام الجهاد، ولكن الحوت لا يزال في السماء وإيطاليا لا تزال في الأرض، ولم يتغير شيء، وضحك منّا العالم وعلم أننا أمة خطب ومقالات ... الله يعطينا العافية!
* * *
اعلموا -يا سادتي القراء- أن الجهاد ليس هذه الجعجعة الفارغة التي تسمعونها من بعض الشباب في «الأموي» عقب صلاة الجمعة، ولا هذه المظاهرات الزائفة التي ترونها تخرج منه فتمشي خمسين متراً ثم تضمحلّ! ولا هذه المقالات التي تقرؤونها ... بل هو «المقاطعة الاقتصادية»، فما هو رأيكم فيها؟
تقولون: إنها حسنة جداً، عظيم. ولكن اسمحوا لي أقل لكم: إنكم أمة كلام! وإلا فهل تتعاهدون على أنكم لا تشترون بضاعة طليانية ولا فرنسية ولا إنكليزية مهما كانت ضرورية، وعلى أنكم تقاطعونها مهما كانت حاجتكم إليها؟
أوَنبقى دائماً واحتجاجاتنا كطبولنا؟ ونبقى مشغولين بسماع الفونوغراف والغناء عن البلاد والواجب والعمل؟ الجواب لديكم يا سادتي القراء.