لاعتقادنا أن الأدب فن من الفنون الجميلة، والفن لا وطن له ولا جنسية، ليس فيه شرقي وغربي ولا قديم وحديث، بل هو التعبير عن العواطف والأفكار السامية بلغة سامية، فهل تختلف هذه العواطف عند الفرنسي والصيني؟ هل يبكي الفرنسي عند الألم وينتحب، ويضحك الصيني ويمرح؟ لا، إن النفس البشرية واحدة في آلامها وآمالها وحبها وبغضها، والأدب ملك للإنسانية جمعاء، وليس أدب هوغو وقفاً على الفرنسيين ولا أدب غوته وقفاً على الألمان، بل هو مشاع بين كل البشر فيجب أن ننال نصيبنا منه.
* * *
ولست أفرض على إخواننا القيام بهذا الإصلاح الكبير وحدهم، فبدايته يجب أن تكون بإصلاح برامج الأدب والإنشاء في مدارسنا، فتُلغى هذه الكتب السخيفة التي تسمى كتب تاريخ الأدب، ويعيَّن لتدريس الإنشاء أساتذة يفهمون الروح الجديدة في الأدب ويكتبون هم أنفسهم، وإلا فمن المستحيل أن يعلّم الناسَ الكتابةَ من لا يعرف الكتابة، أو يدلهم على الأساليب الجديدة من لا يدري ما هذه الأساليب الجديدة!
هذا وإني أحث كل طالب يجد في نفسه الكفاءة للكتابة أن يكتب في أي موضوع أراد فيكون ذلك له تمريناً مفيداً، وأشكر مرة أخرى لإخواننا مساعيهم الكبيرة، وأرجو لمشروعهم النجاح والتوفيق.