في ظهور المجلة بهذا الشكل (لأنه كان منفرداً بالنهوض بها) فلا والله لا يجدون لكم عذراً، وإن لم تقم مجلة المعلمين على عاتقكم -وأنتم خير من ينهض بها في دمشق- لا تَقُمْ لها قائمة. وأنتم يا سادتي تهتمون بنهوضها وتقدمها ويسركم أن تسمعوا الآراء في ذلك، ثم يكون إليكم تمحيصها وقبولها أو رفضها. وهذا رأي أراه صواباً إلى حين أسمع البرهان على غير ذلك، فإذا تفضلتم بقراءته أكون لكم شاكراً ويكون لكم الفضل.]
إننا نسوق هذه الكلمة إلى كُتّاب مجلة المعلمين والمعلمات وقُرّائها صريحة واضحة، لا نسلك فيها سبل التعريض ولا نُجَمجم فيها القول، آملين ممن يرى فيها رأينا أن يعمل بهذا الرأي ويأخذ في إذاعته، وممّن يخالفنا فيه أن يقرع بحجّته حجّتَنا ويأكل بدليله دليلنا.
وذلك أننا نعتقد أن في مباحث التربية ما هو لازم لنا لا مناص لنا من نشره والعمل به، فهو بمثابة الغذاء الذي ما منه بُدّ. وفيها ما هو بمثابة الحلوى، فيها لذة وفيها متعة، ولكن المرء يعيش وإن لم يأكلها. وفيها ما هو بمثابة الدواء، نأخذ منه ولكن
= بخلاف؛ فقد كان محمود مهدي يترك كل المسائل التي يتفق الاثنان عليها ويتحرى القليل الذي يختلفان فيه فيثيره، وكان محباً للجدال طويل النّفَس فيه، فلا يزال يجادل حتى ينتهي اللقاء بخصام. ثم يلتقيان من بعد فيعودان إلى المودة والصفاء، فيتكرر الأمر في المرة الثانية كما كان في الأولى، وهكذا في كل لقاء على مر السنين. رحم الله الاثنين (مجاهد).