والخامسة: أن لا يلجأ الشبّان الذين يتعلمون الوطنية -في الدفاع عن وطنيتهم- إلى طرق السباب والشتائم، وأن لا يَدَعوا الحزب الذي ينتسبون إليه يستغل جرأتهم عليها فينتقم بهم من أعدائه ويبعث بهم إليهم يسبّونهم ويشتمونهم. وليعلموا أن من تصدر عنه البذاءة لا يحقّر الناس، وإنما يحقر نفسه ويدل على قلة تربيته وانحطاط أخلاقه.
والسادسة: أن الوطنية هي العلم قبل كل شيء، فإذا كان هؤلاء الإخوان يُخلصون للوطن حقاً فليسعَوا لتحصيل العلم والتعمق في الثقافة، حتى إذا أصبحوا رجالاً أولي علم واطّلاع وكان لهم مواهب سامية سَدّوا هذا الفراغ الذي نحسه اليوم في كراسي الزعامة الوطنية الصحيحة، واستطاعوا أن ينهضوا ببلادهم إلى المكانة التي تتطلبها.
* * *
هذا، وإن مَرَدّ أدوائنا كلها إلى الغرور، فإننا لا نحب أن نعترف لعدونا بشيء، ولا نزال نحسب أن كل صفة حسنة هي لنا وكل سيئة لغيرنا؛ فنعتقد أن لغتنا أوسع اللغات وننام عن توسيعها والسير بها في طريق التقدم كما يفعل الفرنجة بلغاتهم، وأن حضارتنا أعظم الحضارات ولا نسعى لإعادتها ... إلى آخر ما هنالك مما لا يتسع له استطراد في مقال صغير، ونتجاوز بذلك الغرور حدَّ العصبية القومية إلى العصبية الحزبية، فننظر إلى كل شخص من الأحزاب الأخرى التي لا تقول بقولنا نَظَرَنا إلى رجل