له من الجرأة على القيام بالواجب ما يدفعه إلى أن يقف موقف المؤيد له، المدافع عن لغة هذه الأمة وتاريخها، ولو أدى قيامه بذلك إلى إخراجه من «المعارف» وقطع راتبه؟ هل نرى ذلك الرجل الشريف في أعضاء المجلس؟
أما أنا فأظن أنني لا أراه، ولكن أرجو أن يخيب الله ظني وأراهم كلهم ذلك الرجل.
* * *
ليست غاية المدارس الابتدائية علمية، وليس القصد منها حشو دماغ الطالب بأكبر قسط مستطاع من المعارف؛ بل إن القصد منها إنما هو التهذيب والتربية قبل كل شيء، فيجب إذن على «المجلس الكبير» أن ينظر إلى هذه البرامج ويناقشها من ناحية التربية الوطنية التي تنشئ من الأطفال رجالاً قد عرفوا لغتهم ودرسوا تاريخهم، ولم تفتنهم حضارة الغرب وزخارفه عن شرقيتهم وعروبتهم.
إننا لم ننسَ بعدُ تلك الضجةَ الهائلة التي أحدثها صدور هذا البرنامج، ولم ننسَ أن «المعارف» وعدت بتعديله حين ينعقد هذا المجلس؛ وها هو قد انعقد أو كاد، فهاتوا تعديلكم إن كنتم صادقين ... صادقين في خدمة الأمة عاملين على نجاحها.
إن المَواطن التي نشكو منها في هذا البرنامج هي اللغة العربية وقلة العناية بها، والتاريخ والدين الإسلامي وإهمالهما. أما اللغة فإنني أنقل للقارئ رأياً فيها لمدرّس من خيرة المدرسين وأشدهم غيرة على العربية وأكثرهم اطلاعاً عليها، أدلى به إليّ