للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلّمتموها لعدوكم بإهمالكم لغتكم. اسمعوا، اسمعوا، سألقي عليكم الدرس الأخير.

وراح يلقيه، حتى قُرع الجرس، فوقف ليودعنا ويودع عهد استقلال بلاده ولا تكاد رجلاه تحملانه، وقف فقال: أيها الأحباب الأعزاء، إنني ...

ثم غلبه البكاء فأسلم نفسه إليه، وراح إلى اللوح فكتب عليه بحروف كبيرة: «ليحيَ الوطن»! وخرج (١).

* * *

«إذا استُعبِدت أمة ففي يدها مفتاح قَيدها ما احتفظت بلغتها» ... الآن تستطيع أن تفهم معنى هذه الكلمة، والآن تَقْدر أن تعلم أن نشر اللغة وإذاعتها بين الناشئين، وأن إبراز صحائف التاريخ بيضاءَ ناصعةً للطالبين، أنفعُ لهذه الأمة وأَعْوَدُ بالنفع عليها من خمسين مظاهرة شعبية ومئة خطبة سياسية، لأن في ذلك حفظ حياتها وضَمانة ولاء أبنائها لها وحدبهم عليها.

هذا هو التعديل الذي نطلبه من مجلس المعارف الكبير الذي سيُعقَد في هذا الشهر، ولكنّا نعتقد أن هنالك قوة تسيطر على أعضاء هذا المجلس وتستغل اسمهم لما تريد، فهل يخيب الواقعُ اعتقادَنا هذا؟ وهل نرى في أعضاء المجلس من يكون


(١) عاد علي الطنطاوي إلى هذه القصة فنقل طرفاً منها في مقالة «لغتكم يا أيها العرب» وعلق عليها تعليقاً حسناً، فليرجع إليها من شاء من القراء، وهي منشورة في كتاب «فِكَر ومباحث» (مجاهد).

<<  <   >  >>