أبناءنا (وما أحمق من يسلمهم أبناءه!) فلا يردّونهم إلينا إلا أعداء لنا خارجين على ديننا هازئين بلغتنا ساخرين من عاداتنا!
أيها الناس: اتقوا الله في أبنائكم، لا تقذفوا بهم في هاوية سحيقة لا قرار لها ولا مخلص لهم من ويلاتها. اتقوا الله في هذه الأمة، لا تفجعوها بأبنائها وترزؤوها بفلذات أكبادها. اختاروا لأبنائكم خير المدارس كما تختارون لكم خير الدور وخير الأطعمة. كونوا أوفياء لأوطانكم في آرائكم وعاداتكم، في تجارتكم وصناعتكم، في أبنائكم وبناتكم، واعلموا أن هذا المستقبل لا يُبنى إلا على عواتق هؤلاء الأطفال، فلا تُجهزوا عليهم وتصيّروهم أعداء لبلادهم.
أيها الناس: إن مَن يرسل ابنه إلى مدارس الأعداء كمَن يأخذ في حومة الوغى عَلَم أمته فيمزقه تمزيقاً ويقطعه إرباً، أو كمن يدع موقفه في ساحة الحرب للعدو المهاجِم حتى يحلّ فيه دونه ويقتل منه إخوانه. إن من يرسل ابنه إلى هذه المدارس خائن لأمته، حانث بعهده لوطنه، وخليق بنا أن نحتقره ونزدريه ولا نقيم له وزناً. وما هذه المدارس؟ هل تعلمون؟ إنها جيوش أجنبية اقتحمت دياركم لتزهق أرواحكم. ماذا؟ بل هو أمرٌ أشد من قتل الفرد، إنه إهلاك أمة!
أيها الناس: انصرفوا عن هذه المدارس باسم الدين، باسم الوطنية، مسلمين كنتم أو مسيحيين، فهي عدوة لكم جميعاً وأنتم جميعاً شرقيون. هنا محكّ الوطنية، وهنا ميزان الإخلاص.