قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالة أرسلها إلى عبد الرحمن بن عبد الله السويدي من علماء العراق:(أخبرك أني ولله الحمد متبع لست بمبتدع عقيدتي وديني الذي أدين الله به هو: مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة، ولكنني بينت للناس إخلاص الدين لله، ونهيتهم عن دعوة الأحياء والأموات من الصالحين وغيرهم، وعن إشراكهم فيما يعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك، مما هو حق الله الذي لا يشركه فيه أحد، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهو الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة، وبينت لهم أن أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة الذين يدعون عليًا وغيره، ويطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات، وأنا صاحب منصب في قريتي مسموع الكلمة، فأنكر هذا بعض الرؤساء لكونه عادات نشئوا عليها ...) إلى آخره.
قلت: وهذا الكتاب «المختصر المفيد في عقائد أئمة التوحيد» كله دليل على ما تقدم وأذكر هنا مسألة واحدة من هذا الكتاب كمثال على ذلك.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تجعلوا قبري عيدا»، وفي الحديث دليل على منع شد الرحال إلى قبره - صلى الله عليه وسلم - وإلى غيره من القبور والمشاهد؛ لأن ذلك من اتخاذها أعيادًا، بل من أعظم أسباب الإشراك بأصحابها، كما وقع من عباد القبور الذين يشدون إليها الرحال، وينفقون في ذلك الكثير من الأموال، وليس لهم مقصود إلا مجرد الزيارة للقبور تبركًا بتلك القباب والجدران فوقعوا في الشرك. (المختصر المفيد: ص ٢٧٤).
وأما ما يتعلق بالسبر والتقسيم للمسائل مع ذكر شروطها وبيان محترزاتها ولا يخفى أن هذه الطريقة في بحث المسائل وفيها من التوضيح والتسهيل الشيء الكثير.