ووجه إطلاق المغفرة كناية عن العصمة: أن العصمة تحول بين الشخص وبين وقوع الذنب منه، والمغفرة تحول بين الشخص وبين وقوع العقاب عليه، فكنى عن العصمة بالمغفرة بجامع الحيلولة؛ لأن من لا يقع منه ذنب، لا يقع عليه عقاب.
واختيرت هذه الكناية – أعنى الاستعارة – لأن المقام مقام امتنان عليه صلى الله عليه وسلم. ثم المعنى بعد هذا: ليظهر الله عصمتك للناس، فيروا فيك حقيقة الإنسان الكامل، ويلمسوا منك معنى الرحمة العامة، لا تبطرك عزة الفتح، ونشوة النصر، فلا تنتقم، ولا تتشفى، ولكن تعفوا وتغفر (١) .
(١) دلالة القرآن المبين ص١٣٢، وخواطر دينية ص١٧٦، ١٧٧ كلاهما لعبد الله الغمارى وينظر: فيض البارى على صحيح البخارى للكشميرى ٤/٢٣٣.