للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. فآيات العتاب فى القرآن الكريم ما كان ليتفوه النبى صلى الله عليه وسلم بها لولا كمال عصمته فى البلاغ وكمال أمانته فيه، لأن كتمان ذلك فى نظر العقول البشرية ستر على النفس الشريفة، واستيفاء لحرمة آرائه، ولكنه الوحي لا يستطيع كتمانه، ولذلك قال أنس بن مالك رضى الله عنه: "لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً، لكتم هذه الآية {وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} (١) وعن عائشة رضى الله عنها قالت: "من حدثك أن محمداً كتم شيئاً مما أنزل عليه فقد كذب، والله يقول: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} (٢) ولقد صدق أنس، وصدقت عائشة رضى الله عنهما، وبرا، فما أدق استنباطهما فى الدلالة على عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بلاغه وحى الله إلى الناس!.


(١) الآية ٣٧ الأحزاب، والحديث أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التوحيد، باب وكان عرشه على الماء ١٣/٤١٥ رقم ٧٤٢٠، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان" باب معنى قول الله عز وجل: {ولقد رآه نزلة أخرى} ٢/٩ رقم ٢٨٨ من حديث عائشة.
(٢) الآية ٦٧ المائدة، والحديث أخرجه مسلم (بشرح النووى) فى الأماكن السابقة نفسها برقم ٢٨٨، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التفسير، باب يا أيها الرسول بلغ الخ ٨/ ١٢٤ رقم ٤٦١٢، وكتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك} .. الخ ١٣/٥١٢ رقم ٧٥٣١.

<<  <   >  >>