للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. ويدل على هذه الحكمة ويشهد لها قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر، وإنه يأتينى الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صدق فأقضى له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم؛ فإنما هى قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها" (١) .

الحكمة الثانية:

... البرهنة على أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم فى إبلاغ الرسالة، وعدم كتمانه شيئاً مما أنزل عليه من ربه، إذ لو كتم شيئاً لكتم آيات العتاب ما خالف فيه الأولى؛ يدل على ذلك ما روى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: "لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً، لكتم هذه الآية: {وإذا تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} (٢) .

الحكمة الثالثة:

... تشجيع الأمة على الاجتهاد وإعمال الفكر فيما يعرض لها من قضايا وأحداث لا يجدون فيها نصوصاً، فإن الأحداث تتجدد، ولا تنتهى عند حد، فكيف يواجهها المسلمون ولا نصوص فيها؛ إذا لم يجتهدو ليتعرفوا على أحكامها؟ ‍.

الحكمة الرابعة:


(١) أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى عدة أماكن منها: كتاب المظالم، باب إثم من خاصم فى باطل وهو يعلمه ٥/١٢٨ رقم ١٢٥٨، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الأقضية، باب الحكم بالظاهر ٦/٢٤٥ رقم ١٧١٣ من حديث أم سلمة رضى الله عنها.
(٢) الآية ٣٧ اٍلأحزاب، والحديث سبق تخريجه ص٢٦٨.

<<  <   >  >>