للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. أما أنه صلى الله عليه وسلم أكل بأصابعه ويده؛ ونحن نأكل بالملاعق والشوك، والسكاكين، فهو من المباحات المشروعة. فماذا فى الأكل والشرب من السنة غير التشريعية؟!!.

... إن قصدوا بالسنة غير التشريعية فى ذلك السنة غير الملزمة، وهى المباحات كان الخلاف بيننا لفظياً. وإن قصدوا ما هو مطلوب على وجه الوجوب أو الندب، وما هو منهى عنه على وجه الحرمة أو الكراهة فهو غير مسلم.

... ومثال ذلك يقال فى الأفعال الجبلية التى وقعت منه صلى الله عليه وسلم مما لا يخلو البشر عنه من حركة وسكون، على اختلاف أنواع الحركة المحتاج إليها بحكم العادة من قيام، وقعود، ونوم، وركوب، وسفر، وإقامة، وقيلولة تحت شجرة، أو فى بيت، وتناول مأكول ومشروب معلوم حله. ومن أمثلته: تتبعه صلى الله عليه وسلم الأكل من جوانب الصحفة (١) . وأكله القثاء بالرطب (٢) وأنه صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلو البارد (٣)


(١) فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالى القصعة، قال: فلم أزل أحب الدباء من يومئذ" أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) فى عدة أماكن منها كتاب البيوع، باب الخياط ٤/٣٧٢ رقم ٢٠٩٢، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الأشربة، باب جواز أكل المرق ٧/٢٤٢ رقم ٢٠٤١.
(٢) فعن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب رضى الله عنهم قال: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء" أخرجه البخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الأطعمة، باب القثاء بالرطب ٩/٤٧٥ رقم ٥٤٤٠، ومسلم (بشرح النووى) كتاب الأشربة، باب أكل القثاء بالرطب ٧/٢٤٥ رقم ٢٠٤٣.
(٣) فعن عائشة رضى الله عنها قالت: كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد" أخرجه الترمذى فى سننه كتاب الأشربة، باب ما جاء أى الشراب كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ٤/٢٧٢ رقم ١٨٩٥، وفى الشمائل، باب ما جاء فى صفة شراب رسول الله صلى الله عليه وسلم ص١٢٤ رقم ١٩٥، وأحمد فى المسند ٦/٣٨، ٤٠، والحاكم فى المستدرك ٤/١٥٣ رقم ٧٢٠٠ وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبى.

<<  <   >  >>