وكذلك في هذا الحديث أنه يجوز للإنسان أن يدعو إلى بيت من دعاه أناساً إذا كان يعلم أن صاحب البيت يرضى، وهذا يفهم من عنوان الحديث من صحيح مسلم:(من دعا معه أشخاصاً وهو يعلم أن صاحب البيت راضٍ) لكن إذا كان لا يعلم أهو راضٍ أم لا، فلا بد أن يستأذن من صاحب البيت، فإذا جاء إلى البيت فطرق الباب فليقل: معي فلان أيدخل أو يرجع؟ وأما إذا كان يعلم أنه لا يأذن فإنه لا يأتي به أصلاً.
فإذاً إما أن يعلم إذن صاحب البيت فيأتي بالأشخاص، أو يعلم أن صاحب البيت لا يرضى فلا يأتي بهم، أو لا يعلم هل هو راضٍ أو لا، فإذا أتى بأحد معه استأذن له قبل أن يدخل.
وكذلك في هذا الحديث: أن المرأة تعين زوجها على أمر الله ورسوله، وأن هذه المرأة الصالحة سهيلة بنت مسعود رضي الله عنها سألت زوجها: هل سألك عن الطعام؟ ثم قالت مستسلمة: الله ورسوله أعلم، وهذا من إيمانها، وهذا الذي قال جابر بسببه أنه قد كشف عنه الغم الذي كان به، فالمرأة الصالحة يكون كلامها سبباً في كشف الغم عن زوجها إذا اغتم.
وكذلك في هذا الحديث بركة ريقه عليه الصلاة والسلام.
وفي هذا الحديث الدعاء بالبركة وأنه يكون سبباً في كفاية الطعام القليل للعدد الكثير.
وكذلك في هذا الحديث أنه ينبغي الرفق عند صاحب الوليمة وعدم التضاغط، وكذلك فيه التحلق عشرة عشرة إذا كان المكان ضيقاً، يأكل مجموعة ويمشون، ثم تأتي مجموعة يأكلون وينصرفون، وتأتي مجموعة ثالثة يأكلون وينصرفون، فيجعلون على نوبات كما حصل في حديث جابر هذا، فإنهم جاءوا عشرة عشرة فأكلوا وانصرفوا.