النفس أمارة بالسوء، والشيطان يأمركم بالفحشاء، فكلها تجتمع في الأمر بالسوء، وربما يكون الاثنين جميعاً، وربما تكون وسوسة النفس فقط، ولو قال أحد الناس: حسناً! إذا كانت الشياطين مصفدة في رمضان، فمن أين هذه المعاصي؟ نقول: أولاً: المصفدة هي المردة وليس كل الشياطين.
ثانياً: لو كانت كل الشياطين مصفدة، فمعك النفس الأمارة بالسوء {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}[يوسف:٥٣] ولو كان كل الشياطين مصفدة المردة وغير المردة، فعندك شياطين الإنس يشتغلون ليلاً ونهاراً، هذه القنوات الفضائية هي من شياطين الإنس، والظاهر الآن أن الشيطان استراح، بعض الناس لا يحتاج إلى أن يشتغل معهم؛ لأن العمل مستمر تلقائياً، لا يحتاج إلى تدخل، وعندما جاء أحد الناس وقال لأحد علماء المسلمين: إن أحد الأحبار والرهبان يقول: إننا نحن اليهود لا نشعر بأي وسوسة في الصلاة، عندما ندخل الكنائس أو البيع!! فقال: وماذا يفعل الشيطان في البيت الخرب؟ هو كافر ومشرك، وكل الطقوس الذي يقوم بها في الكنيسة أو في المعبد شرك في شرك، فلا يحتاج الشيطان إلى أن يتعب نفسه، ماذا يفعل الشيطان في البيت الخرب؟ الشيطان يذهب إلى هؤلاء الموحدين ويؤذيهم في صلواتهم.