ويسن أن يكرمه يوماً وليلة أخرى ثانية وثالثة فالواجب الأُولى، والثانية والثالثة مستحبة، والسنة ثلاثة أيام الأفضل المستحب ثلاثة أيام، وبعد الثلاثة الأيام من حقه أن يسرِّحَه، ولا يجوز الإثقال على الإنسان بأن يمكث عنده الضيف أكثر من ثلاثة أيام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) جائزته يومٌ وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك فهو صدقة.
ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه فلا يجوز للضيف أن يقيم عند صاحب البيت بعد ثلاثة أيام من غير استدعاء من صاحب البيت وإذن منه ورغبة، أما أن يجلس عنده حتى يحرجه فلا، فإن الناس -مثلاً- يسكنون مكة والمدينة، فيأتي أناس من الخارج، ويجلسون عندهم أسبوعاً أو عشرة أيام أو شهراً، ضيف ثقيل دم، ولذلك فإن هذا المكث حرام؛ لأنه فيه إحراجاً؛ إلا إذا كان الإنسان طيبة نفسه بالضيف، ويأنس به، ويرغب أن يجلس عنده، أما أن يأتي ويجلس ويضع عنده أولاده وأهله فهذا فيه حرجٌ وضيق، ولذلك فإنه لا يجوز له أن يفعل ذلك.
وكذلك فإن الإنسان يكرم من نزل عليه حتى علف الدابة، وكل ما يحتاجه الضيف على حسب القدرة والطاقة.