للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يؤكد هذا الأستاذ العلامة أنور الجندي فيقول:

"إن مدار أبحاث الدكتور دراز كلها ترجع إلى أصل واحد؛ هو "القرآن وهي في محاولتها الاتصال بالفكر الحديث إنما تريد أن تكشف عن نظرة القرآن ومنهجه في كل ما تصل إليه: سواء في مجال الأخلاق أو مقارنات الأديان، أو الاقتصاد، أو القانون، فالقرآن هو المحور الذي يعتمد عليه الدكتور دراز ويدور حوله ويستقصي له ويستصفي كل ما يجد من العلوم الإسلامية.

وهو حين يقدم الإسلام للغرب يقدمه في أسلوب رائع وتعبير محكم من شأنه أن يلقى قبولًا في العقل الغربي الذي ألِف الأسلوب العلمي؛ بوسائطه ومصطلحاته .. وقوامه في هذا كله فهم عميق للقرآن، وتدبر عجيب له، وقدرة على تبليغ العبارة بأصفى لغة، وتقديم الأمثلة إلى العقل الغربي في تمكن عجيب" (١).

من هنا فإن آثاره العظيمة والرائدة التي كتبها، وأضافت الجديد إلى المكتبة القرآنية؛ مثل: "النبأ العظيم - ومدخل إلى القرآن الكريم - ودستور الأخلاق في القرآن - وثيابك فطهر" وغيرها من المؤلفات، كتبها لتعمق إيماننا بأن شخصيتنا قرآنية محمدية، وأن القرآن كتاب الحياة والأحياء، وعلى عالم اليوم اللاهث في حروبه، الغارق في ذنوبه، التائه عن درب عزه وأمنه، أن يرهف السمع لآيات الوحي الإلهي المعصوم القرآن الكريم، فيهتدي بهداه، لا أن يشوه تعاليمه، أو يشكك في مصدره، أو يبث الشبهات المتهافتة حوله ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (٢).

٣ - النبأ العظيم نموذجًا:

ويأتي كتاب "النبأ العظيم" مصباحًا يضيء السبيل القويم لدراسة القرآن الكريم، وهو برهان باهر على ربانية مصدره، ولمعة براقة من لمعات إعجازه البياني. وتفسير


(١) أنور الجندي، أعلام الدعوة والفكر، ص ١٩، مكتبة الأنجلو المصرية.
(٢) سورة التوبة: آية رقم "٣٢".

<<  <   >  >>