للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَغَرَّرَهُ مِنْ بَحْثِهِ بِغَرَائِبٍ ... نَتَائِجَ أَفْكَارٍ وَفَتْ بِمَرَامِهِ

فَلِلَّهِ مِنْهَا رَوْضَةٌ طَابَ نَشْرُهَا ... وَفَاقَ شَذَاهَا المِسْكُ عِنْدَ انْقِسَامِهِ

فَلَا زِلْتَ يَا مَرْعِيُّ لِلْعِلْمِ خَادِمًا ... فَمِثلُكَ مَنْ وَفَّا بِرَعْي ذِمَامِهِ

فَأَنْتَ الفَقِيهُ الْعَالِمُ العَامِلُ الّذِي ... غَدَا الْفَهْمُ وَالتَّحْقِيقُ طَوعَ زِمَامِهِ

وَلَا تَغفَلِ الْمَقرِيَّ مِنْ صَالِحِ الدُّعَا ... بِتَكْمِيلِ مَأْمُولٍ وَنَيلِ تَمَامِهِ

وَتَيسِيرِ سَيرٍ لِلْمَكَانِ الّذِي سَمَا ... وَاصفا عَلَيهِ اللهُ كُلَّ احْتِرَامِهِ

وأَرَاهُ نُورًا في مَعَالِمِ طَيبَةٍ ... بِرُؤيَةِ غَوْثِ الْكَوْنِ غَيثُ غَمَامِهِ

عَلَيهِ مِنَ الرَّحْمَنِ أَزكَا صلَاتِهِ ... وَخَيرُ تَحِيَاتٍ وَأَزْكَا سَلَامِهِ

مَعَ الآلِ وَالأَصْحَابِ مَا رُدِّدَ اسْمُهُ ... فَنَال بِهِ الْمُشْتَاقُ حُسْنَ خِتَامِهِ

وقال العالم العلامة والعمدة الفهامة الشيخ عبد الرَّحِيم بن محاسن الدِّمشقيّ في ذلك رحمه الله تعالى:

أَظْهَرْتَ يَا بَدْرَ الْعُلُومِ كَوَاكِبَا ... وَكَشَفْتَ عَنْ وَجْهِ الزَّمَانِ غَيَاهِبَا

ونَظَمْتَ أَسْلَاكَ الْكَلَامِ مُحَلِّيًا ... مِنَ أَبْلِغ الْمَعْنَى الْبَدِيعِ كَوَاعِبَا

وَجَمَعْتَ مَذْهَبَ أَحْمَدَ الحَبْرِ الَّذِي ... بِالْعِلْمِ قَدْ أَضْحَى شِهَابًا ثَاقِبَا

بَدْرُ الْأَئِمَّةِ مَنْ حَبَاهُ إِلهُهُ ... قَدْرًا بِهِ فَاقَ السِّمَاكَ مَرَاتِبًا

وَلَكَمْ نَحّى طُرْقَ الْهُدَى حَتَىَ لَقَدْ ... كَادَتْ مَلَامِحَهُ تُعْدُّ مَنَاقِبَا

كَمْ صَنَّفَ الْعُلَمَاءُ في أَقْوَالِهِ ... كُتُبًا غَدَتْ لِلطَّالِبِينَ مَطَالِبَا

حَتَّى غَدَت أَقْوَالُهُ كَالشَمْسِ قَدْ ... سَارَتْ تُضيءُ مَشَارِقًا وَمَغَارِبَا

لِكِنَّمَا ذَا السَفْرِ وَافَا جَامِعًا ... لِجَمْعِ مَا قَدْ حَرَّرُوهُ غالِبَا

لَمَّا بَدَى كَالشَّمْسِ في وَقتِ الضُّحَى ... أَضْحَى الْمُعَانِدُ بِالْجَهَالةِ غَارِبَا

قَدْ جَاءَ في الزَّمَنِ الأَخِيرِ وَإِنَّهُ ... لَمُقَدَّمٌ في الْفَضْلِ عَالٍ جَانِبَا

<<  <  ج: ص:  >  >>