وحرف النفي ههنا مضمر على معنى: ما تفتؤ ولا تفتؤ، قال ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة: لا تزال تذكر يوسف حتى تكون حرضا، وقال الفراء: يقال رجل حرض وحارض.
وهو الفاسد في جسمه وعقله.
وقال الأصمعي: الحرض الهالك.
قال ابن عباس: حتى تكون كالشيخ الفاني.
وقال الضحاك: كالشن البالي.
{أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}[يوسف: ٨٥] قال قتادة: من الميتين.
والمعنى أنهم قالوا لأبيهم: لا تزال تذكر يوسف بالحزن والبكاء عليه حتى تصير بذلك إلى مرض لا تنتفع بنفسك معه أو تموت بالغم، فلما رأى غلظتهم وعنفهم به {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}[يوسف: ٨٦] لا إليكم.