لأنها كلها تبقى منتفعا بها، ومثل الكافر وكفره، كمثل هذا الزبد الذي يذهب جفاء، وكمثل خبث الحديد، وما يخرجه الناس من وسخ الفضة والذهب الذي لا ينتفع به.
قوله:{لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ}[الرعد: ١٨] أي: أجابوه إلى ما دعاهم إليه من توحيده وشريعته، الحسنى الجنة، {وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ}[الرعد: ١٨] إلى قوله: {لافْتَدَوْا بِهِ}[الرعد: ١٨] أي: لجعلوه فداء أنفسهم من العذاب، وقوله:{أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ}[الرعد: ١٨] قال المفسرون: هو ألا يقبل منهم حسنة، ولا يتجاوز عن سيئة.
يعني: أن أبا جهل أعمى القلب، لا يهتدي إلى طريق الرشد، {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ}[الرعد: ١٩] يتعظ ويتذكر ما رغب فيه من الجنة، أولو الألباب قال ابن عباس: يريد المهاجرين والأنصار.
ثم وصفهم، فقال:{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ}[الرعد: ٢٠] قال: يريد الذين عاهدهم عليه في صلب آدم.
{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}[الرعد: ٢١] يعني: الأرحام، وقال ابن عباس: يعني الإيمان بجميع الرسل.
وهو أن يصل بينهم بالإيمان بالجميع، كما أخبر عن المؤمنين في قولهم:{لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}[البقرة: ٢٨٥] .