وترى المجرمين قال ابن عباس: يريد الذين أجرموا، زعموا أن لله ولدا وشريكا.
{يَوْمَئِذٍ}[إبراهيم: ٤٩] يوم القيامة، مقرنين يقال: قرنت الشيء بالشيء إذا وصلته به، وجاء ههنا على التشديد، لكثرة أولئك القوم، قوله: في الأصفاد جمع الصفد، وهو القيد، قال عطاء: يريد سلاسل الحديد والأغلال.
وقال الكلبي: كل كافر مع شيطان في غل.
وقال ابن زيد: قرنت أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم بالأغلال.
سرابيلهم جمع سربال، وهو القميص، وقال الزجاج: هو كل ما لبس من قطران، وهو هناء الإبل، وهو شيء يتحلب من شجر، وجعلت سرابيلهم من قطران، لأنه أبلغ في اشتعال النار في جلودهم، {وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ}[إبراهيم: ٥٠] أي تعلوها.
{لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ}[إبراهيم: ٥١] ليقع لهم الجزاء من الله بما كسبوا، يعني الكفار.
هَذَا يعني القرآن {بَلاغٌ لِلنَّاسِ}[إبراهيم: ٥٢] أي أنزل، ليبلغوا، {وَلِيُنْذَرُوا بِهِ}[إبراهيم: ٥٢] قال ابن عباس: ولتنذر قومك يا محمد، {وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ}[إبراهيم: ٥٢] أي: بما فيه من الحجج التي تدل على وحدانيته، {وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ}[إبراهيم: ٥٢] وليتعظ أهل العقول والبصائر.