للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَعْدِهَا} [النحل: ١١٩] من بعد تلك الجهالة، لغفور رحيم.

قوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل: ١٢٠] قال أكثر أهل التفسير: معلما للخير.

قال ابن الأعرابي: يقال للرجل العالم أمة، والأمة الرجل الجامع للخير.

قانتا مطيعا لله، حنيفا قال ابن عباس: إنه أول من اختتن وأقام المناسك وضحى، فهذه صفة الحنيفية.

٥٣٢ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، أنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ، نا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، نا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغُدَانِيُّ، نا الشَّعْبِيُّ، حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيُّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قُلْتُ: غَلِطَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا} ، قَالَ: فَأَعَادَهَا فَعَرَفْتُ أَنَّهُ تَعَمَّدَ الأَمْرَ تَعَمُّدًا فَسَكَتُّ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مَا الأُمَّةُ؟ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسُ الْخَيْرَ، وَكَانَ مُطِيعًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالْقَانِتُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ، وَكَذَلِكَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُعَلِّمُ الْخَيْرَ وَكَانَ مُطِيعًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ

قال ابن عباس في قوله: {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: ١٢٠] : أخلص لله التوحيد صبيا وكبيرا.

{شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ} [النحل: ١٢١] انتصب على البدل من قوله: {أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} [النحل: ١٢٠] والأنعم جمع نعمة، اجتباه اختاره للنبوة، {وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: ١٢١] وهو دين الحنيفية.

{وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} [النحل: ١٢٢] قال الوالبي، عن ابن عباس: يعني الذكر الحسن.

وقال الحسن: هي النبوة.

وقال مجاهد: لسان صدق في الآخرين.

وقال مقاتل: يعني عليه مقرونة بالصلاة على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقال قتادة: هي أنه ليس من أهل دين إلا وهم يتلونه ويرضونه.

{وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [النحل: ١٢٢] ترغيب في الصلاح ليكون صاحبه في جنبة إبراهيم، وهذا أكمل مدح لإبراهيم حيث شرف جملة هو منها.

{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [النحل: ١٢٣] يا محمد، {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ

<<  <  ج: ص:  >  >>