للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله أنه يعطي المسلم والكافر، وأنه يرزقهما جميعا.

ثم فصل الفريقين فقال: {هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: ٢٠] ممنوعا، يقال: حظره يحظره حظرا، وكل من حال بينك وبين شيء فقد حظره عليك.

انظر يا محمد، {كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء: ٢١] يعني فِي الرزق، فمن مقل ومن مكثر، وموسع عليه، ومقتر عليه هذا فِي الدنيا، {وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا} [الإسراء: ٢١] من الدنيا، قال ابن عباس: إذا دخلوا الجنان اقتسموا المنازل والدرجات على قدر أعمالهم.

وقال قتادة: للمؤمنين فِي الجنة منازل ولهم فضائل بأعمالهم.

٥٣٩ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْجَارِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ»

{لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولا {٢٢} وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا {٢٣} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {٢٤} رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا {٢٥} } [الإسراء: ٢٢-٢٥] قوله: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [الإسراء: ٢٢] لا تعبد معه غيره، ولا تتخذ دونه إلها، والخطاب للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمعنى عام لجميع المكلفين على نحو {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} [الطلاق: ١] ، {فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولا} [الإسراء: ٢٢] لا ناصر لك.

قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ} [الإسراء: ٢٣] قال ابن عباس: يريد وأمر ربك ليس هو قضاء حكم.

وهو قول مجاهد، والحسن، وقتادة، وعامة المفسرين.

قال الفراء: العرب تقول: تركته يقضي أمور الناس، أي يأمر فِيها فينفذ أمره.

قال الزجاج: وقضى ربك معناه أمر، لأنه أمر قاطع حتم.

قوله: وبالوالدين إحسانا أي: أمر أن تحسنوا بالوالدين.

٥٤٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْفَهَانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الأَصْفَهَانِيُّ، أنا أَبُو عَمْرٍو الْقَبَّابُ، نا

<<  <  ج: ص:  >  >>