وقوله: حجابا مستورا قال الأخفش: أراد ساترا، والفاعل قد يكون فِي لفظ المفعول، كما تقول: إنه لمشئوم وميمون، وإنما هو شائم ويامن.
فقال غيره: حجابا مستورا عن الأعين لا يبصر، إنما هو قدرة من قدرة الله تعالى، حجب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أعين أعدائه حجاب لا يرونه ولا يراه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثم ذكر أن الله منعهم من فهم القرآن بقوله:{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً}[الإسراء: ٤٦] وقد تقدم تفسيره فِي { [الأنعام، وقوله:] وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ}[سورة الإسراء: ٤٦] يعني قلت لا إله إلا الله وأنت تتلو القرآن، {وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا}[الإسراء: ٤٦] قال ابن عباس: كارهين أن يوحدوا الله.