والمعنى: وما يزيدهم تصريف الآيات إلا نفورا، كقوله:{فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلا نُفُورًا}[فاطر: ٤٢] وذلك أنهم اعتقدوا أن القرآن شبه وحيل، فنفروا منها أشد النفور.
قوله:{قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ}[الإسراء: ٤٢] وقرأ ابن كثير بالياء على معنى كما يقول المشركون من إثبات الآلهة، {إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا}[الإسراء: ٤٢] إذا لابتغت الآلهة أن تزيل ملك صاحب العرش، والمعنى لابتغوا سبيلا إلى ممانعته ومضادته، وهذا قول الحسن، والكلبي، وسعيد بن جبير.
ثم نزه نفسه، فقال: سبحانه وتعالى الآية.
ثم ذكر أن كل ما خلق مسبح له، فقال:{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ}[الإسراء: ٤٤] الآية، المراد بالتسبيح ههنا الدلالة على أن الله عز وجل خالق حكيم مبرأ من الأسوأ، والمخلوقون والمخلوقات كلها تدل على أن الله خالقها، كما قال ابن عباس فِي قوله:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}[الإسراء: ٤٤] أي: يخشع ويخضع.
قوله:{وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}[الإسراء: ٤٤] مخاطبة للكفار لأنهم لا يستدلون ولا يعتبرون.