والمراد بالسمي: المثل والنظير، كقوله تعالى:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم: ٦٥] أي: مثلا وعدلا، ولم يكن ليحيى مثل من البشر من حيث إنه لم يعص، ولم يهم بمعصية قط.
{قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا {٨} قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا {٩} } [مريم: ٨-٩] قوله: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ}[مريم: ٨] مفسر فِي { [آل عمران إلى قوله:] وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا}[سورة مريم: ٨] يقال: عتا الشيخ يعتو عتيا إذا انتهى سنه وكبر، وشيخ عات وعاث إذا صار إلى حال اليبس والجفاف.
قال قتادة، ومجاهد: هو نحول العظم.
وسأل نافع بن الأزرق بن عباس عن قوله: عتيا فقال: المعنى اليبوس من الكبر.
وقرئ عتيا بالكسر، وكذلك صليا وبكيا وجثيا يجوز فِيها الكسر أيضا، وذكرنا هذا فِي قوله: من حليهم، وحليهم.
قال الله، كَذَلِكَ أي: الأمر كما قيل لك، هبة الولد على الكبر، {قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}[مريم: ٩] قال ابن عباس: يريد أن أرد عليك قوتك حتى تقوى على الجماع، وأفتق رحم امرأتك بالولد.
{وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ}[مريم: ٩] من قبل يحيى، وقرئ خلقناك لكثرة ما جاء من لفظ الخلق مضافا إلى لفظ الجمع، كقوله:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ}[الحجر: ٢٦] فِي