قوله:{لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ}[طه: ٦] أي أنه مالك كل شيء ومدبره، وما بينهما يعني الهواء، {وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}[طه: ٦] هو التراب الندي، قال الضحاك: يعني ما وارى الثرى من شيء.
والمفسرون يقولون: أراد الذي تحت الصخرة التي عليها الثور الذي تحت الأرض، ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله عز وجل.
{وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ}[طه: ٧] أي: ترجع صوتك به، {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}[طه: ٧] أي: فلا تجهد نفسك برفع الصوت، فإنك وإن لم تجهر، علم الله السر وأخفى، قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: السر ما أسررت فِي نفسك وأخفى، ما لم تحدث به نفسك مما يكون فِي غد علم الله فِيهمَا سواء.
والتقدير وأخفى منه، إلا أنه حذف للعلم به، وهذا كقولك: فلان كالفيل، أو أعظم منه.
{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ}[طه: ٨] أي: لا معبود يستحق العبادة غيره، {لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}[طه: ٨] يعني: التسعة والتسعين التي ورد بها الخبر، والحسنى تأنيث الأحسن.
{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى {٩} إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى {١٠} } [طه: ٩-١٠] قوله: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}[طه: ٩] هذا استفهام تقرير بمعنى الخبر، أي: وقد أتاك، ونحو هذا قال ابن عباس: يريد وقد أتاك حديث موسى.
{إِذْ رَأَى نَارًا}[طه: ١٠] قال ابن عباس: كان موسى رجلا غيورا، لا يحب الرفقة لئلا ترى امرأته، فأخطأ الطريق فِي ليلة مظلمة، فرأى نارا من بعيد.
فقال لأهله يريد امرأته، امكثوا أقيموا مكانكم، {إِنِّي آنَسْتُ نَارًا}[طه: ١٠] رأيتها وأبصرتها، {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ}[طه: ١٠] القبس: شعلة من نار يقبسها من معظم النار، {أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى}[طه: ١٠] قال ابن عباس: من يدل على الطريق.