جميعا ست مائة ألف، وأكثر القراءة بالكسر فِي بمِلكنا والمعنى: بملكنا أمرنا، ومن قرأ {بِمَلْكِنَا} [طه: ٨٧] بفتح الميم، فهو المصدر الحقيقي، يقال: ملكت الشيء أملكه ملكا، والملك ما ملك، ومن قرأ بضم الميم فمعناه بقدرتنا وسلطاننا، أي: لم نقدر على ردهم، ثم ذكروا قصة اتخاذ العجل، فقالوا: ولكنا حَمَلْنَا أوزارًا من زينة القوم أي: أثقالا وأحمالا، قال قتادة: كانت حليا تعوروها من آل فرعون، فساروا وهي معهم.
وهذا قول ابن عباس، ومجاهد، والسدي: أن الأوزار هي الأحمال، وزينة القوم حلي آل فرعون، استعاره بنو إسرائيل قبل خروجهم من مصر فبقي فِي أيديهم، وكان موسى أمرهم بذلك.
وقرئ {حُمِّلْنَا} [طه: ٨٧] بالتشديد وضم الحاء، والمعنى: جعلونا نحملها، قال أبو عبيدة: الوجه القراءة الأولى، لأن التفسير قد جاء أنهم حملوا معهم ما كان فِي أيديهم من حلي آل فرعون.
وقوله: {فَقَذَفْنَاهَا} [طه: ٨٧] قال السدي: قال هارون لهم الحلي غنيمة، ولا تحل لكم الغنيمة، فاحفروا لها حفرة، فاطرحوها فِيها حتى يرجع موسى فيقضي فِيها.
فذلك قوله: {فَقَذَفْنَاهَا} [طه: ٨٧] أي: طرحناها فِي الحفيرة، وقال سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أوقد لهم هارون نارا وقال: اقذفوا ما كان معكم فِيها.
فجعلوا يأتون معهم من الحلي فيقذفونه فِيها حتى انسكبت الحلي فِيها، ثم ألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل، قال قتادة: وقد كان فِي طرف عمامته قبضة من أثر فرس جبريل يوم جاوز ببني إسرائيل فقدفها فيه.
وهو قوله: {فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} [طه: ٨٧] يعني: ما كان معه من التراب.
{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا} [طه: ٨٨] قال عطاء، عن ابن عباس: يريد لحما ودما له خوار كما يخور الحي من العجول.
وقال قتادة: جعل يخور خوار البقرة.
وقال الحسن: صور بقرة صاغها من الحلي التي كان معهم، ثم ألقي على فرس جبريل فانقلب حيوانا يخور.
{فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى} [طه: ٨٨] يعني: قال السامري ذلك ومن تابعه ممن افتتن بالعجل، قال سعيد بن جبير: عكفوا عليه وأحبوه حبا لم يحبوه شيئا قط.
وقوله: {فَنَسِيَ} [طه: ٨٨] قال السدي: يقول: ترك موسى إلهه ههنا وذهب يطلبه.
وقال قتادة: يقول: إن موسى إنما طلب هذا ولكنه نسيه وخالفه فِي طريق آخر.
فعيرهم الله تعالى بصنيعهم، وقال موبخا: {أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا